dinsdag 21 augustus 2012

دراسة أكاديمية: مؤيدو فيلدرز أقل تطرفاً منه

اذاعةعة هولندا العالمية/ الكثير من الناخبين الهولنديين الذين يصوتون لصالح حزب الحرية اليميني، لا يرغبون على الإطلاق بتطبيق الخطط التي يدعو إليها زعيم الحزب، السياسي المعادي للإسلام خيرت فيلدرز، على أرض الواقع. ويبدو أن أهم ما يدفع هؤلاء الناخبين إلى التصويت لصالح فيلدرز هو الرغبة في إيقاظ السياسيين الهولنديين الآخرين من سباتهم. هذا ما خلص إليه الباحث كريس آلبيرتس من جامعة أراسموس في مدينة روتردام الهولندية.
حظر تداول القرآن، فرض ضريبة على ارتداء غطاء الشعر الإسلامي، وتصريحات صادمة أخرى: كل مرة ينجح خيرت فيلدرز في إثارة الجدل في هولندا من خلال تصريحات حادة أو مقترحات متطرفة تتعلق دائماً بموضوع الإسلام والمسلمين. ولكن معظم ناخبي حزب الحرية، لا يأخذون تلك المقترحات على محمل الجد، وفقاً للباحث كريس آلبيرتس: "هناك مجموعة صغيرة من الأنصار المتحمسين يريدون بالفعل أن يطبق فيلدرز أفكاره. أما الغالبية فهي ترفض هذه التصريحات والمقترحات، لكنهم يرون فيها استراتيجية ناجحة للفت الانتباه إلى مواضيع معينة وجعلها في الواجهة."
مع اقتراب موعد الانتخابات المبكرة (في الثاني عشر من سبتمبر- أيلول المقبل) تشير استطلاعات الرأي إلى تراجع حظوظ حزب الحرية مقارنة بما كان عليه الأمر قبل سنتين أو ثلاث. ومع ذلك فمن الجدير بالاهتمام معرفة ما الذي يدفع بعض الهولنديين للتصويت لصالح هذا الحزب. أجرى كريس آالبيرتس، وهو أستاذ وباحث في جامعة أراسموس (روتردام) مقابلات مع 87 ناخباً من من صوتوا لصالح حزب الحرية في الانتخابات السابقة، ونشر مضمون المقابلات والنتائج التي استخلصها منها في كتاب صدر مؤخراً بعنوان "ما وراء حزب الحرية" ( Achter De PVV ). واستنتج آلبيرتس أن نسبة كبيرة من هؤلاء الناخبين ليسوا سذجاً أو قليلي التعليم، كما هي الصورة النمطية الشائعة عنهم.





يشعر هؤلاء المواطنون بالإحباط من سياسيي الأحزاب التقليدية، الذين يرفضون -حسب هؤلاء- فتح النقاش حول القضايا التي تهم المواطنين العاديين، مثل عواقب تدفق المهاجرين. ويرى هؤلاء أن فيلدرز هو السياسي الوحيد الذي كسر حاجز الصمت حول هذه المواضيع. تصريحاته الصادمة وآراؤه المتطرفة، ليست سوى وسيلة فعالة لإجبار السياسيين التقليديين لخوض هذه النقاشات. يقول آلبيرتس "لا يسعى هؤلاء إلى أن يصبح فيلدرز رئيساً للحكومة ويطبق ما يدعو إليه، بل الهدف هو دفع الأحزاب اليمينية الوسطية لتصبح أكثر يمينية: أكثر جرأة في في انتقاد ظواهر الهجرة والإسلام، ومؤخراً أضيف أيضاً الاتحاد الأوروبي كموضوع لانتقادات فيلدرز وأنصاره." وحسب البيرتس فإن هذا الوسيلة قد حققت هدفها إلى حد كبير "يمكن لأي مراقب أن يرى بوضوح كيف تحول المناخ السياسي العام في هولندا."
أظهرت الدراسة أيضاً، أن هؤلاء الذين يمكن وصفهم بالاعتدال بين ناخبي فيلدرز، غالباً ما يخفون أنهم صوتوا لفيلدرز. ويفسر آالبيرتس ذلك بأن هناك نوع من النظرة الدونية في وسائل الإعلام وفي بعض الأوساط الاجتماعية تجاه من يصوت لصالح فيلدرز: "التصور السائد هو أن ناخبي فيلدرز هم من ذوي المستوى الثقافي المتدني، لذلك يرفض هؤلاء الناخبون التصريح بخيارهم علناً، لكيلا يوصموا بذلك." لكن الطريف في الأمر أن نسبة ليست بالقليلة من بين هؤلاء الناخبين يحملون هم أيضا هذا التصور، فهم يعتقدون أيضاً أن غالبية مؤيدي فيلدرز هم من ذوي التعليم المحدود والأفق الثقافي الضيق، ويرون في أنفسهم أنهم يشكلون الاستثناء المثقف الذي يصوت لصالح فيلدرز لأاسباب استراتيجية.
وفقاً للباحث آلبيرتس فإن مجموعة صغيرة العدد من الأنصار المتحمسين لفيلدرز يؤمنون بالفعل بأن الإسلام يشكل تهديداً حقيقياً. أما الفئة الأكبر من ناخبي فيلدرز فيهتمون بمواضيع أكثر صلة بالواقع اليومي: مجاميع الشباب ذوي الاصول الأجنبية الذين يتسكعون في الاسواق، ويتسببون في الشعور بانعدام الأمن، أو اضطرارهم لسماع الكثير من اللغات الأجنبية في الشارع بحيث لم يعودوا يفهمون ما يدور حولهم من أحاديث، والفكرة الشائعة حول أن "الأجانب" لديهم دائماً الأولوية في الحصول على سكن. "لو أن السياسيين يهتمون أكثر بهذه القضايا لما كان هناك مبرر لكل هذا التذمر مما يسمى بالتعدد الثقافي وفروا مراكز شبابية لهؤلاء المتسكعين!!"
ولكن إذا كان ناخبو حزب الحرية لا يكترثون كثيراً بموضوع الإسلام، فلماذا يلح فيلدرز على هذا الموضوع باستمرار؟ الجواب بسيط، حسب كريس آالبيرتس: "لأن حزب الحرية ليس سوى شخص فيلدرز نفسه، وفيلدرز شخصياً مهتم جداً بهذا الموضوع. حتى داخل حزب الحرية نفسه، لم يعد الجميع متفقين على أهمية التصدي للإسلام، ومعظمهم صار يعتبر التصدي للإسلام "هواية فيلدرز الشخصية".
في الانتخابات القادمة سيركز حزب الحرية أكثر على موضوع الاتحاد الأوروبي، الذي يرى فيه تهديداً لهوية هولندا ومصالحها. ولكن فيلدرز وعد أنصاره بأنه سيواصل التصدي للإسلام وللهجرة ولكن هذه المرة في إطار أوروبي أوسع.

Geen opmerkingen:

Een reactie posten